عندما اعتلت الشابة السودانية تسابيح دياب منصة المنافسات نصف النهائية لمسابقة ملكة جمال العالم في العاصمة الكمبودية بنوم بنه مساء السبت مع 70 حسناء من بلدان مختلفة، كان الجدل محتدماً حول الكيفية التي ستظهر بها باعتبارها السودانية الأولى التي تشارك في هذه المنافسة.
وبالنسبة لتسابيح فإنَّ الجوانب المتعلّقة بحسم المنافسة لا تمثل التحدي الوحيد بالنسبة لها، إذ ينبغي عليها أيضاً مواجهة المواءمة بين وجودها في منافسة "احتفالية" مثل هذه والمعاناة التي تعيشها بلادها بسبب الحرب الدموية المستمرة هناك منذ 10 أشهر، إضافة إلى تحدي الكيفية التي تظهر بها على خشبة العرض دون المساس بعادات شعبها وتقاليده بصفتها السودانية الأولى التي تشارك في هذه المسابقة التي تواجه انتقادات في بعض الأحيان في عدد من المجتمعات المحافظة.
وقالت تسابيح البالغة من العمر 28 عاماً، إنَّ احترام عادات بلدها وتقاليده والفوز بقلوب الناس أهم عندها من اللقب.
وبالفعل طبقت تسابيح ذلك عملياً حيث كانت الوحيدة التي لم تظهر بملابس السباحة التقليدية في الفقرة المخصصة لذلك.
وحول ذلك، أوضحت تسابيح في تصريحات صحفية: "اخترت ملابس تغطي جسمي وحرصت على أن أعكس صورة جديدة طعمها ثقافة عربية وعادات وتقاليد من قلب أفريقيا".
وأضافت: "ظهرت على المسرح بشخصيتي وروحي من غير تزييف ولم أظهر تفاصيل جسمي في فقرة لبس السباحة وكنت الأقل لفتاً للنظر بين باقي السبعين متسابقة ورغم ذلك دخلت في تصنيف أفضل 10 ملابس سباحة".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان خلال الأسابيع الماضية جدلاً كبيراً حول مشاركة تسابيح في هذه المسابقة.
وفي حين عبّر كثيرون عن دعمهم لها، انتقدها البعض من زاوية العادات والتقاليد، وربط آخرون انتقاداتهم لمشاركتها بمشاهد الموت والمعاناة التي يعيشها السودانيون بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف نيسان، لكن تسابيح ظلت تؤكد حرصها على الظهور بطريقة تشرف السودانيين، حيث أوضحت في صفحتها على "فيسبوك": "خليكم عارفين أنا عمري لن أعمل شيئاً ضد العادات والتقاليد السودانية حتى إذا اضطررت للتخلي عن المسابقة. أهم شي الفوز بقلوبكم".
وردّت تسابيح على من ينتقدونها بسبب تزامن مشاركتها مع الظروف الحالية التي تعيشها بلادها بالقول "أشعر بكل فخر أني قادرة على رفع علم بلادي عالياً أمام العالم. هذا الإنجاز ليس لي إنما للسودان، وهو خطوة لتسليط الضوء على ما يحدث هناك".